مدريد: بعدما أمضى المئات من رجال الجيش والشرطة أكثر من شهر في البحث عن جثة فتاة من مدينة اشبيلية، جنوب إسبانيا، تبلغ من العمر 17 سنة قتلها خطيبها السابق، وادعى أنه رمى جثتها في نهر الوادي الكبير، غير الخطيب السابق إفادته ليقول بأنه رماها مع صديق له في حاوية للنفايات، ثم عاد وادعى أنه اغتصبها هو وصديقه قبل أن يقتلاها. هذه الإفادات المتناقضة أثارت خلال الأسبوع سخطا واستياء شديدين على المستوى، فخرجت تظاهرات في عدة مدن إسبانية، تدعو لوضع حد لهذه المأساة، ولتشديد العقوبة على مثل هذه الجرائم.
تعود الجريمة إلى ليلة 24 يناير (كانون الثاني) الماضي عندما اختفت مارتا دي الكاستيو، ولم تستطع الشرطة العثور على أي أثر يكشف ملابسات ما حدث. غير أن ميغيل خ.، وهو خطيبها السابق، اعترف أنه كان على موعد معها في منزله، ووقع شجار بينهما دفعه إلى قتلها. ولكي يخفي آثار الجريمة ألقى بجثتها في نهر الوادي الكبير، ثم أضاف بعد ذلك في إفادته أسماء ثلاثة من أصدقائه ساعدوه في نقل الجثة إلى النهر. وبعد تحقيق الشرطة مع أصدقائه، أخذ هؤلاء يغيّرون إفاداتهم، بين مؤيد لأقواله ومنكر لها، أما هو فقد أخذ يشوش على الشرطة في كل مرة يمثل فيها أمام القاضي. وكان في كل مرة يضيف أو يحذف بعض المعلومات التي أوردها، وكان آخرها أنه لم يرم جثتها في النهر بل نقلها على كرسي متحرك، كانت تستعمله أمه المتوفاة إلى خارج المنزل بعدما غطاها بأكياس النفايات، ثم ألقى بها في حاوية للنفايات. القاضي فرانثيسكو أزيز أصدر أخيراً أمراً بالبحث عن جثة القتيلة في مجمع النفايات الذي يبعد نحو ثلاثين كيلومترا من مدينة إشبيلية، حيث يرمى يوميا 1300 طن من النفايات. ويرى المختصون بأنه حتى لو كان القاتل صادقاً في أقواله هذه المرة، فسيكون من الصعب العثور على الجثة لمرور أكثر من خمسين يوماً على الجريمة، أي أن مجموع النفايات التي تراكمت خلال هذه الفترة تقدر بـ 68 ألف طن.