مدريد/ نفت المحكمة العليا في إسبانيا، أول من أمس، أن يكون للقضاء أي علاقة بهروب سجين خطير، بعد أن تضاربت المواقف حول كيفية هروبه. وكان استريد بوشي (39 عاماً)، وهو ألباني الأصل، قد اتهم بتزعم عصابة للسطو المسلح، تقوم بسرقة القصور والمنازل الفخمة في مدريد وبلنسية وطليطلة. وكانت العصابة استهدفت في آخر عملية سطو قامت بها، بتاريخ 20 ديسمبر (كانون الأول) عام 2007، منزل المنتج التلفزيوني خوسيه لويس مورينو، الفخم، حيث اعتدى أفرادها على مورينو نفسه، وقاموا بتعذيبه لإجباره على البوح برقم الخزينة في مكتبه. ثم قامت بشد وثاق جميع من كانوا في المنزل، وحشرتهم في غرفة واحدة، ثم سرقت ما استطاعت الوصول إليه ولاذ أفرادها بالفرار. وفي 14 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2008، تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الجناة، وأودعوا السجن في انتظار المحاكمة، وكان للحادث وقع كبير بسبب شهرة المنتج التلفزيوني الكبيرة في إسبانيا، حتى إن وزير الداخلية عقد مؤتمراً صحافياً خاصاً حول الحادث، الذي اعتبر انتصاراً كبيراً للشرطة التي فاجأت الجميع بإعلانها فرار رئيس العصابة بوشي، والمطلوب للإجابة عن أسئلة تتعلق بثلاثين تهمة بالسرقة والهجوم المسلح، كما أن رئيس العصابة نفسه، متهم في ألبانيا أيضا، بالقتل وبالقيام بعدد من عمليات السطو المسلح. وتشبه قصة هروب بوشي فيلماً سينمائياً. فيوم الخميس الماضي، استدعت محكمة مدينة الكوبينداس التابعة لمدريد السجين الفار، للمثول أمامها للإجابة عن أسئلة تتعلق بحادث سرقة عادي. وقد سمحت إدارة السجن في مدينة قادس جنوب إسبانيا بإرساله إلى المحكمة في مدريد. وقد ظهر أن المتهم لم يكن مذنباً في تلك القضية الجانبية، فأمرت المحكمة بالإفراج عنه. غادر المتهم قاعة المحكمة بهدوء وتوارى عن الأنظار. ولم تنتبه المحكمة ولا الشرطة للخطأ الذي ارتكبته، وإلى أن من أفرجت عنه هو السجين الهارب إلا بعد فوات الأوان. وأصدرت أمراً بإلقاء القبض عليه باعتباره هارباً من وجه العدالة.