كشفت صحيفة تايمز البريطانية عن أن المجسات أو الأجهزة التي تستخدمها السفن والغواصات لاكتشاف الأشياء تحت الماء مسؤولة عن تصادم وجنوح الدلافين والحيتان بأعداد ضخمة، وأوضحت الصحيفة أن التجارب أظهرت أن تلك المجسات عند استخدامها من شأنها أن تعرض الدلافين والحيتان لحالة من فقدان السمع الذي يعد أهم حاسة لديها.
وأظهرت اختبارات على مجموعة من الدلافين فقدانها حاسة السمع لفترة تصل إلى أربعين دقيقة عند تعرضها لتأثير أصوات تلك المجسات.
وخلص معهد هاواي للحياة البحرية إلى استنتاجات قد تفسر أسباب جنوح العديد من الدلافين والحيتان في العقد الماضي.
وكان يعتقد أن جنوح تلك الحيوانات يعود لأسباب طبيعية، لكن التجارب أثارت المخاوف من أن المجسات التي تستخدمها السفن البحرية والغواصات قد تكون وراء العديد من تلك الأحداث.
كما كشفت الدراسة التي أجراها المعهد أن الدلافين والحيتان عادة ما تكون قادرة على السباحة بعيدا عن الآثار السيئة التي تسببها تلك المجسات.
صمم وارتباك
وتسبب المجسات القوية الصمم لفترة من الزمن إذا تعرضت لها الحيوانات البحرية من مسافة قريبة لمدة دقيقتين على الأقل، مما يتيح الفرصة للحيوانات للهرب والنجاة بنفسها، لكنها في أحيان كثيرة تقع في شرك الأصوات المحاصرة للمجسات.
وفسر الخبير في جامعة هاواي أران موني ظاهرة انحصار الأصوات تحت الماء بقوله إنه عند وجود طبقة ساخنة من الماء فوق طبقة باردة، فإن الصوت المار عبر الطبقة الساخنة يرتد عند وصوله سطح الباردة، مما يعني انحصاره في الطبقة الساخنة، ما يقلل الفرص أمام الحيتان والدلافين للهرب.
وأما لماذا تؤدي الأصوات التي تطلقها المجسات بالحيوانات البحرية إلى الجنوح والتصادم؟ فقال الدكتور موني إن مرده لكون تلك الأصوات تتسبب للحيوانات البحرية بالصمم المؤقت، ولما كانت تلك الحيوانات تعتمد كثيرا على حاسة السمع، تماما كما يعتمد الإنسان على حاسة البصر، فإنها تصاب بالارتباك لتسير على غير هدى.
وبالإضافة إلى الصمم المؤقت تؤدي تلك الأصوات التي تطلقها المجسات بالحيوانات إلى تغيرات سلوكية أخرى دقيقة، الأمر الذي يجعلها تصاب بحالة من الإرباك والفوضى.