باريس: بدأت في العاصمة الفرنسية باريس، أمس، محاكمة امرأة مغربية بتهمة «التخلي عن طفل قاصر» في قضية وقعت أحداثها قبل سنتين. وفي حال ثبوت التهمة ستتعرض الوالدة للسجن سبع سنوات.
وكانت مديرة مطعم للوجبات السريعة في ساحة كليشي، بشمال وسط باريس، قد أخطرت الشرطة، في أحد أيام يونيو(حزيران) 2007، بوجود طفل صغير يتجوّل وحيداً في أروقة المطعم. وأفاد شهود عيان بأن الطفل جاء مع امرأة شابة كانت تقوده من يده، ثم اختفت أو غادرت المكان بعد فترة قصيرة من دون الطفل. وبعدما صار الطفل في حوزة الشرطة أودع في عهدة وحدة حماية القاصرين التابعة للشرطة القضائية. ولاحظ المحققون أنه يتمتع بصحة جيدة ويرتدي ثياباً نظيفة ويقول إن اسمه ريان وعمره ثلاث سنوات ونصف السنة لكنه لا يعطي معلومات عن عائلته. وازدادت الشكوك عندما لم يتقدّم أحد للإبلاغ عن فقدان طفل أو للسؤال عنه و محاولة استعادته. وبعد أُسبوع من الانتظار عمّمت أوصاف ريان وصوره مع طلب شهود لديهم معلومات تفيد التحقيق. واستجاب للإعلان أقارب بعيدون للطفل تقدّموا إلى الشرطة وأفادوا بأن والدته مغربية في الرابعة والثلاثين من العمر، وقد تركت فرنسا وعادت إلى بلدها. وبفضل تلك الإفادات تمكنت الشرطة من تحديد مكان وجود الأُم في مدينة الدار البيضاء.
وبعد يومين من نشر خبر التعرف عليها، عادت الأُم إلى باريس وقالت للمحقّقين إنها تركت طفلها في المطعم لأنها كانت مضطرة لاستئناف حياتها، في المغرب، مع رجلها الجديد الذي أنجبت منه طفلا كان دون السنتين من العمر. وعندها جرى احتجاز الوالدة وعرضها على طبيب نفسي. وأكدت نتيجة الفحص أنها لا تعاني من اضطرابات عصبية لكنها من النوع المخاتل. كما تبين أن لها طفلا ثالثاً من رجل آخر ويعيش مع والده. هذا، ولقد وجه القاضي للمتهمة تهمة هجر طفل قاصر دون الخامسة عشرة من العمر، وتعريض صحته وسلامته للخطر. وفي حال إدانتها، فإن عقوبتها يمكن أن تصل إلى السجن لمدة سبع سنوات ودفع غرامة قدرها 100 ألف يورو. أما ريان، الطفل الجميل الذي أثارت صوره المنشورة في وسائل الإعلام تعاطف الناس واستنكارهم لاستهتار والدته، فهو لا يزال في عهدة عائلة مضيفة بأمر من القاضي.