بيروت: يتحول اللبنانيون إلى وسائل غير تقليدية للالتقاء بزوجات وازواج المستقبل وأحدث تلك التوجهات ما يتم حالياً من خلال وكالات التزويج التي بدأت تظهر في الدولة الصغيرة التي يقطنها نحو اربعة ملايين نسمة.
وتتيح شركة "بوم دامور" وهي وكالة تزويج اللبنانيين من كل الأعمار الفرصة للالتقاء بالأزواج والزوجات المحتملين. والشركة التي تعمل في بيروت منذ 2006 هي الأولى من نوعها في لبنان كما تقول صاحبتها صولانج سريح.
ويقدم العملاء بياناتهم التي تشمل معلومات عن أحوالهم الاجتماعية وأعمارهم ومهنهم إلى جانب ما يفضلونه وهواياتهم.
وقالت سريح التي انتقلت من باريس للعيش في لبنان إن فكرة تنظيم لقاء بين شخصين راغبين في الزواج كانت موجودة على الدوام في المجتمع اللبناني رغم إنها لم تكن أبداً بصورة مهنية. وتضيف أنه كان هناك دائما ذلك الشخص في الأسرة أو القرية الذي يعرف كيف يرتب لقاءات بين الأشخاص الراغبين في الزواج.
وقالت سريح إنها واجهت صعوبات شديدة في العامين الأولين من العمل. فرغم ان المجتمع اللبناني هو أحد أكثر المجتمعات ليبرالية في العالم العربي إلا أن اللبنانيين لم يتلقفوا الفرصة للالتقاء بافراد من الجنس الآخر من خلال وكالة كهذه. كان هناك الكثير من الحذر والتردد عندما بدأ تقديم البيانات الشخصية للعملاء.
لكن الأمور أفضل الآن حيث تقول سريح إن لديها الآن حوالي 500 عميل من مختلف الطوائف اللبنانية وإن عدة زيجات تمت بالفعل.
غير انها قالت إن بعض الازواج ما زالوا يشعرون بالحرج من الاعتراف بانهم التقوا من خلال وكالة تزويج. وأضافت انه لم تتم دعوتها لحضور بعض حفلات القران.
وبسبب انعدام الاستقرار السياسي والمشاكل الاقتصادية في البلاد في السنوات الأخيرة توجه كثير من الشبان إلى الخارج للعمل والعيش تاركين النساء خلفهم. وتقول سريح إن بعض الاحصائيات الاجتماعية تشير إلى أن نسبة الرجال إلى النساء في لبنان واحد إلى خمسة مما يجعل هناك صعوبة أكبر بالنسبة للنساء في الحصول على ازواج.
وتقول سريح إن الوكالة تعمل بدون دعاية تقريباً بسبب المخاوف من أن ينظر إلى الوكالة على إنها تسهل علاقات غير مشروعة بين الجنسين.
وتختلف آراء اللبنانيين العاديين فيما يتعلق بفوائد مثل تلك الوكالات. وقال جان بيير وهو طالب جامعي "في النسب يتعرف على شريكة حياته من خلال هذه الوسائل بس احلى انو الواحد يتعرف عليها بالصدفة مش انو يروحو يجتمعوا تحت غطاء برنامج."
وقال جورج "بالنسبة لهيدا الموضوع مافي مشكلة. ما عندي اي ردة فعل تجاهها يعني انو لا. كتير كتير منيحة (طيبة)."
وتعتقد شانتال وهي طالبة جامعية أيضا ان هذه الوسيلة افضل من الالتقاء من خلال الانترنت الذي أصبح شائعاً مؤخراً. وقالت: "انا مع الفكرة بيشوفوا بعض شخصي احسن من العلاقات على الانترنت. يعني بتكون مش منيحة لان ماهم بيشوفوا بعض وبعدين وقت يرجعوا يتلاقوا ما بتزبط العلاقة مثل ما كانوا مفكرينها على الانترنت فإذا بيروحوا على المكاتب بيشوفوا بعض بيكون احسن."
وتبلغ قيمة رسم الاشتراك السنوي 600 دولار للرجال الراغبين في الزواج و300 دولار للراغبات من الفتيات. ومقابل ذلك تقوم الوكالة بترتيب التعارف بين من يشتركون في السمات الشخصية من الطرفين.