ندن (رويترز) - بعد إخفاق سلسلة من الأفلام عن حرب العراق في تحقيق إيرادات في شباك التذاكر ربما يتأتي لفيلم سياسي ساخر عن مسؤولين بريطانيين وأمريكيين يلفقون الأدلة لتبرير غزو العراق أن يجني هذا النجاح.
وفيلم (في الدائرة) “In the Loop” فيلم كوميدي خيالي من بطولة جيمس جاندولفيني. وتحمل شخصية مالكولم تاكر مساعد رئيس الوزراء "لشؤون العلاقات العامة" العدواني سليط اللسان والذي يقوم بدوره الممثل بيتر كابالدي مقارنة واضحة مع الاستير كامبل المساعد السابق لتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا وقت الغزو.
وساعد كامبل في اعداد معلومات المخابرات التي استخدمت لتبرير الحرب في العراق أمام الرأي العام.
كما جاء اختيار الممثلين لادوار السياسيين البريطانيين والامريكيين الذين تورطوا في الصراع بين أنصار ومعارضي الحرب في بلد غير محدد في الشرق الاوسط بحيث يقترب كثيرا من الحقيقة بهدف دفع الجمهور للتفكير.
وقال المخرج الاسكتلندي ارماندو ايانوتشي الذي استشاط غضبا بسبب ما شعر انه حملة مضللة من جانب الحكومة البريطانية من أجل الانضمام الى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 "رد فعلي المهني والطبيعي على كل هذه الامور هو اللجوء للكوميديا."
وقال لرويترز في مقابلة للدعاية للفيلم "هذا لا يعني القول انه عندما تستخدم الكوميديا لمعالجة موضوع ما هو انك تستخف بهذا الموضوع أو تهون من شأنه.
"وجدت ان الكوميديا تساعدك على تحليل الموضوع بأكثر من طريقة. هناك الكثير من الأعمال الدرامية المباشرة عن العراق في العام الماضي أو نحو ذلك وأظن ان الناس وجدوها صعبة ومثيرة للملل بعض الشيء.. وأردت أن أقدم شيئا يبدو غير مرتبط بوقت محدد ولكن ايضا انساني."
وتجاهل المشاهدون الامريكيون بشكل كبير معظم الافلام التي ترتبط بحرب العراق سواء التي تدور في أرض المعركة مثل (خزانة الالم) “The Hurt Locker” أو تعالج حياة الجنود الامريكيين بعد عودتهم لديارهم مثل (في وادي ايلاه) ”In the Valley of Elah”.
ويتراوح (في الدائرة) بين كونه فيلما ساخرا عن وزير دولة عاثر الحظ ممزق بين ما هو صواب وما هو الافضل لمستقبله الوظيفي وبين كونه كوميديا هزلية اذ يدور تاكر في فلك واشنطن من أجل ان يجهز "معلومات مخابرات" لتبرير قضية الحرب.
وتهكم الفيلم على تلاعب السياسيين بالالفاظ من خلال شخصية الوزير سيمون فوستر الذي لعب دوره توم هولاندر والذي يسعي للابقاء على خياراته مفتوحة من خلال عبارات مثل "لكي نمشي في طريق السلام نحتاج احيانا ان نستعد لتسلق جبل الصراع."
ومعظم الضحكات تنتزع من الخطب الغاضبة المسهبة التي يلقيها تاكر ضد الوزير واي شخص اخر يجرؤ على الوقوف في طريقه.
ويلعب جاندولفيني دور جنرال يعارض الحرب لكنه يغير موقف بعد أن بدا ان الحرب واقعة لا محالة.
واشاد النقاد بالفيلم الذي سيعرض في دور العرض ببريطانيا اعتبارا من 17 ابريل نيسان برغم من تشكك البعض في ان الحديث بسرعة كبيرة ولكنة تاكر الاسكتلندية قد يؤثران على فرص الفيلم في شباك التذاكر.