الدار البيضاء: لم تكن الزوجة تتوقع أبدا أن يكون عجز زوجها عن معاشرتها جزاءه ذبحها بوحشية من الوريد إلى الوريد. فالضحية التي قضت في هذا الحادث المروع كانت تحب زوجها ومرتبطة بأسرتها بحسب ما ورد في محاضر الاستماع إلى أفراد عائلتي الزوجين. لكن خلافا دب إلى هذه الأسرة الصغيرة المكونة من زوجين وثلاثة أبناء ما سبب بعض الفتور في العلاقة العاطفية بين الزوجين. وكان سبب الخلاف بينهما "ترهيب" مبالغ فيه من قبل الأب إلى ابنه البكر (حوالي 8 سنوات) الذي حاول ذات يوم سرقة ورقة من فئة 100 درهم من جيب أبيه، لكن الأب حين اكتشف ذلك هدد ابنه بحرق يديه إن فكر مرة ثانية في سرقته. ولشدة خوف الابن من هذا المصير قرر الفرار من البيت ومغادرة الأسرة إلى الأبد، وقد كان لفراره وقعا أليما في قلب الأم التي حملت الأب المسؤولية في ذلك.
وبسبب هذا الحادث بدأت العلاقة بين الزوجين تدخل مرحلة الفتور بعدما كانت مشتعلة بالحب والعاطفة. وبدأت الزوجة تبتعد عن فراش زوجها وتفضل النوم إلى جوار ابنيها وكأنها فضلت التقرب منهما أكثر على حساب الأب لحمايتهما من بطش الأخير الذي كان سببا في فرار ابنها البكر من المنزل. ولأن الزوجة (في الأربعينيات من عمرها) كانت لا تزال تحتفظ بكامل جمالها وأنوثتها، بدأ الشك يدب إلى قلب الزوج (في الخمسينيات من عمره). ومع مرور الأيام والشهور إلى أن بلغ هجران الزوجة لزوجته أكثر من سنة، اشتعلت نار الغيرة في قلب الأخير خاصة وأن الزوجة أبانت عن عدم اكتراث بحال زوجها الذي لم يهدأ يوما في تذكيرها بحقوقه الزوجية عليها. لكن مقابل إصرار الزوج على التمتع بحق معاشرته لزوجته، انعطفت الأخيرة في علاقتها معه منعطفا كان وقعه على نفسه أقسى من قرارها الأول بهجرانه. فالزوجة لم تعد تكتفي بالممانعة على معاشرة زوجها فقط، وإنما أخذت تلمح إلى أنه لا يستطيع أن يشبعها جنسيا وأن رجولته قد "انطفأت" و"انتهت" إلى الأبد. وهنا بدأ الزوج يشك في أن زوجته قد تكون على علاقة بأحد غيره، ما أجج نار الحقد في قلبه فقرر عدم التساهل معها وإرغامها على الخضوع له، وبدأ يلتجئ في ذلك إلى الضرب والإكراه.
وفي ليلة الحادث، قام الزوج بجر زوجته من شعرها وهي نائمة إلى جوار ابنيها وأخذها إلى غرفة النوم وجردها من ملابسها، لكن لم يقو على معاشرتها والزوجة تنظر إليه وابتسامة استهزاء مرسومة على محياها. وأمام هذا الوضع انتابت الزوج حالة من الهستيريا فأخذ سكينا كبيرة وجثم على صدر زوجته فذبحها من الوريد إلى الوريد. وقد حاول الزوج التستر على جريمته بأن وضع الزوجة الضحية في كيس بلاستيكي ودفنها بجوار شجرة في منزلها الموجود بحي بضواحي مدينة مراكش، ثم غادر المنزل إلى وجهة غير معروفة. لكن رجال الأمن، وبعد توصلهم ببلاغ عن اختفاء الزوجين، عثروا على جثة الزوجة المدفونة وحلوا لغز الجريمة بعد العثور على أدواتها واستنطاق جميع أفراد العائلة فحررت مذكرة اعتقال في حق الزوج. وقد اعترف الأخير بعد إلقاء القبض عليه بجريمته وشرح دوافعها في محضر استماع رسمي، وقدم إلى محكمة الاستئناف بمدينة مراكش التي قضت في حقه بالسجن المؤبد بتهمة "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وإخفاء جثة".