لندن: هل يمكن لمسلم أن يدير قسم البرامج الدينية في بي بي سي؟ هذا السؤال أثير من قبل الكنيسة وغيرها بعد الإعلان عن تعيين المسلم عقيل أحمد الشهير بتقديم برامج دينية مثيرة للجدل على القناة الرابعة في بريطانيا لإدارة مجموعة البرامج الدينية في بلد ديانتها الرسمية مسيحية.
بدأت القصة منذ شهرين حينما قام مارك ثومبسون المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون( بي بي سي) البريطانية بزيارة خاصة لمقابلة رئيس الأساقفة أسقف كانتربري روان ويليامز الذي كان لديه فكرة يسعى إلى إيصالها نيابة عن المسيحيين للإعلام. رأي الأسقف كان يتمحور باختصار حول تهميش المسيحيين في بي بي سي وضرورة أن يتم القيام بعمل ما لإصلاح الوضع والاعتناء بالبرامج الدينية المسيحية أكثر. في تلك الفترة تزايدت التكهنات حول من الذي سيتبوأ منصب مدير البرامج الدينية في المؤسسة لأن الكنيسة دائما حرصت على وجود مدير للبرامج ملتزم بالدين المسيحي باستثناء تعيين آلان بوكبايندر الذي كان يدير البرامج الدينية عام 2001 رغم أنه ملحداَ لكن الذي حصل حالياً أن المسؤولين التنفيذيين في هيئة الإذاعة البريطانية قرروا أن مديري الأقسام في الغالبية هم من ( البيض ) وآن الأوان لإدخال عناصر من خلفيات عرقية أخرى بما يتلاءم مع توجهات الديمقراطية وحقوق المساواة في توزيع فرص العمل.
فتم اختيار المسلم عقيل أحمد الذي يبلغ من العمر 39 عاماً والذي قدم برامج دينية ناجحة ومثيرة للجدل من خلال عمله في القناة الرابعة مثل برنامج "ما الذي يدور في خلد الانتحاري"، وبرنامج "إنقاذ أطفال إفريقيا المسحورين" الذي فاز بجائزة البافتا. إلا أن مجرد اختياره أثار حفيظة مجموعات مسيحية متعصبة ومتطرفة، خصوصاً أن أشهر برنامج دين مسيحي تقرأ فيه الدعوات المسيحية كان قد تم تسليم إدارته وإنتاجه لتومي ناغرا وهو من السيخ، لذلك جن جنونهم أن أرفع منصب ديني وظيفي إعلامي سيتم منحه لمسلم.
لكن رغم تلك الحملة المحمومة ضد تعيين أحمد أصرت البي بي سي على تعيينه منذ يوم الإثنين، وتم تكليفه باختياره محرراً للبرامج الدينية، ورئيساَ للبرامج الدينية والأخلاقية. من الجدير بالذكر أن الداعية المسيحي مايكل ويلكين قدم على طلب الوظيفة لكنه لم يحصل عليها. موقف أحمد وعمله الجديد لن يحسد عليهما، إذ من الصعوبة بمكان أن يستطيع إرضاء الجميع في مجتمع فيه ديانات وأقليات مختلفة كما في المجتمع البريطاني حيث يطالب الجميع بالمساواة.