الافراد الواعون لأحوالهم وميزانيتهم المالية، يعرفون جيدا ان عليهم عدم دخول المتاجر الغذائية إن كانوا جائعين، لانهم قد يحرقون ميزانيتهم! والآن يقول علماء اميركيون ان التسوق اثناء الشعور بالحزن قد يقود الى خسائر مالية ايضا.
وتوضح الدراسة التي يتوقع نشر نتائجها في عدد يونيو المقبل من مجلة “سايكولوجيكال ساينس” لعلم النفس، تأثير المزاج الشخصي على المصاريف الاستهلاكية. وقالت سينثيا كرايدر الباحثة في جلمعة كارنيجي ميلون في بيتسبرغ، التي اشرفت على الدراسة ان” من المهم التعرف اكثر على الكيفية التي تؤثر فيها المشاعر على القرارات الاقتصادية والطريقة التي يتم التفاعل بينهما”. واضافت ان “ابحاث “اتحاذ القرارات السلوكي” هو ميدان حديث نسبيا، يتوجه لفهم هذا التفاعل”.
واجرت الباحثة دراسة مولتها مؤسسة العلوم الوطنية ومراكز الصحة الوطنية، على 33 شخصا تراوحت اعمارهم بين 18 و 33 سنة. وظهر ان الاشخاص الذين عرض امامهم تسجيل فيديو لمشاهد حزينة، عرضوا شراء قنينة مياه بسعر اعلى ب 3 مرات اكثر من السعر الذي عرضه الافراد الذين شاهدوا تسجيل لمشاهد عادية.
واظهرت النتائج ايضا ان المشاركين الذين كانت معنوياتهم هابطة، وكانوا ايضا من الذين كان اهتمامهم منصبا على انفسهم، كانوا من اكثر المبذرين لأموالهم. وحدد الباحثون مفهوم الشخص الذي ينصب اهتمامه على نفسه، بعدد المرات التي قام فيها بتكرار كلمات “انا، اني، لي، عليّ” في المواضيع التي طلب من المشاركين كتابتها، للتعريف بانفسهم.
وكانت دراسات سابقة قد اقترضت ان الشعور بهبوط المعنويات يحول الفرد الى تركيز الاهتمام على نفسه، ولذلك فكلما كان المرء حزينا كلما ازداد تركيزه على نفسه.
ويفترض الباحثون في الدراسة الجديدة ان تراكب الحزن مع التركيز على الذات، يقود المرء الى استصغار نفسه واستصغار ممتلكاته. ولذلك فان النتيجة هي الرغبة المتنامية لإنفاق المال الكثير على البضائع، ربما لتقوية الثقة بالنفس