الرباط: أوصت (ندوة الرحالة العرب والمسلمين.. اكتشاف الذات والآخر) التي استضافتها العاصمة المغربية في ختام جلسات دورتها السادسة مساء يوم الاحد بتعميم تدريس أدب الرحلة في المدارس والجامعات العربية إضافة الى إقامة متحف لتخليد الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة.
وعقب قراءة هذه التوصية في المكتبة الوطنية فوجئ الحضور بالكاتب العام لوزارة الثقافة المغربية أحمد كويطع يعلن بأن وزيرة الثقافة ثريا جبران وافقت على إقامة متحف وطني لابن بطوطة وأن الدراسات تجرى حاليا لإقامته في مسقط رأسه في مدينة طنجة شمالي البلاد وأن النحات السوري المقيم في اسبانيا عاصم الباشا سيقيم نصبا تذكاريا لابن بطوطة.
وكان الكاتب والمحقق والدبلوماسي المغربي البارز عبد الهادي التازي (88 عاما) قد دعا في افتتاح الدورة الجديدة التي تحمل عنوان ( الرحلة العربية في ألف عام) يوم الجمعة الماضي الى إقامة متحف يضم كل ما يخص ابن بطوطة قائلا ان العرب يجهلون قيمته رغم ترجمة رحلته الى 50 لغة اخرها الصينية حيث قدم للحضور مجلدا ضخما فاخرا يقع في 954 صفحة كبيرة القطع هو الترجمة الصينية لرحلة ابن بطوطة مضيفا أنه "لو كانت أمريكا تملك ابن بطوطة" لكان له شأن عالمي آخر.
وسيضم المتحف عشرات المخطوطات التي كتبها ابن بطوطة في رحلاته التي شملت كثيرا من البلدان وخرائط للدول التي زارها والترجمات المختلفة لرحلاته والتحقيقات والدراسات العربية المختلفة لرحلاته التي بدأت من المغرب الى بلاد الشرق الاقصى.
وقال الشاعر السوري نوري الجراح (المركز العربي للادب الجغرافي- ارتياد الافاق) ان المركز ومقره أبوظبي ولندن سيمد المتحف بطبعات حديثة لرحلات ابن بطوطة التي نشرت في الآونة الأخيرة وفاز بعضها بجوائز ابن بطوطة للادب الجغرافي التي تمنح سنويا منذ عام 2003.
والندوة التي استمرت ثلاثة أيام شارك فيها نحو 50 باحثا عربيا معظمهم من الفائزين بجوائز ابن بطوطة للادب الجغرافي التي تهدف الى تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات ويمنحها سنويا (المركز العربي للادب الجغرافي- ارتياد الافاق) برعاية الشاعر الاماراتي محمد أحمد السويدي.
ويمنح المركز جوائز ابن بطوطة سنويا في خمسة فروع هي (تحقيق الرحلات) و(الرحلة المعاصرة) و(الرحلة الصحفية) و(اليوميات) و(الدراسات في أدب الرحلة).
وأوصت الندوة بالاهتمام بأدب الرحلة الذي كتبته نساء كن زوجات لسفراء دول عربية واسلامية في أوروبا وكيف كانت رؤيتهن للعالم الجديد المختلف بالضرورة عن العالم الذي ينتمين اليه اضافة الى حث الباحثين على دراسة أدب الرحلة من جوانبه المختلفة الاسلوبية والحضارية.
كما أشار الجراح الى أن الاهتمام بهذا النوع من الكتابة هو نوع من ترميم الذاكرة العربية في مواجهة ما سماه عوامل تجريف للهوية والذاكرة مستشهدا بما "تتعرض له الذاكرة الفلسطينية التي تتسرب من بين أيدينا ولن نكتفي بالمشاهدة في مواجهة هجمة منهجية اسرائيلية على كل ما يخص هذه الذاكرة" داعيا الى مزيد من الاهتمام بهذا الجانب في ظل الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009.