سنغافورة (رويترز) - في الوقت الذي تحذر فيه حكومة سنغافورة من تدهور الأوضاع الاقتصادية تدعو ايسماريني اسماعيل المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات الله ألا يؤثر الكساد على الخطط الخاصة بزفافها في ديسمبر كانون الاول.
وقالت اسماعيل (25 عاما) لرويترز مع ارتفاع معدل البطالة في سنغافورة الى أعلى مستوياته منذ أكثر من ثلاثة أعوام في الربع الأول من عام 2009 "أزيد من صلواتي في أوقات الركود الاقتصادي على الرغم من أن وظيفتي لم تتأثر هذه المرة."
وأضافت "أُصلي لكي تكون وظيفة خطيبي في مأمن."
واسماعيل ليست وحدها.. ففي ظل خفض الشركات للوظائف وضخ الحكومات الأموال لتحفيز الاقتصادات يتدفق الآسيويون الذين ألحق الكساد أضرارا بهم من تايوان الى تايلاند على المعابد والكنائس والمساجد التماسا للسكينة في الدين ويصلون من أجل تعاف اقتصادي سريع.
ويقول اليكسياس بيريرا المتخصص في علم الاجتماع بجامعة سنغافورة الوطنية "قد يعاني الناس من الاكتئاب ومشاكل اجتماعية نفسية اذ يساورهم القلق بشأن الوظائف خلال الركود. بواعث القلق هذه هي التي تدفعهم الى اللجوء للدين."
ويرى تاي سين وي مدرب تقنية التأمل أن في حين قد يتطلع البعض الى قوة خارقة للمساعدة يتطلع آخرون الى تخفيف حدة الضغوط التي يعانون منها من خلال التأمل.
وقال "لان الاقتصاد في هذه الحالة السيئة يجد الناس سبيلا للسلام والهدوء" مضيفا أنه شهد زيادة بنسبة 20 في المئة بين المشاركين في فصول مركز اميتابها البوذي بسنغافورة هذا العام.
ويتفق معه آخرون في وجهة النظر نفسها.
ويقول تيموثي تيو وهو عضو مجلس ادارة كنيسة بارتلي بسنغافورة التي جمعت نحو 16 مليون دولار سنغافوري (11 مليون دولار) لتمويل المبنى الجديد التابع للكنيسة وسط فترة الركود "الركود نداء استنهاض لتذكيرنا بأن نثق في الرب وليس المال."
وفي تايوان التي عانت من انكماش اقتصادي قياسي بلغ 10.24 في المئة في الربع الاول من عام 2009 ارتفع عدد المترددين على معبد في تايبه ارتفاعا شديدا ومعظمهم من الموظفين الذين يسعون للحصول على نصائح متعلقة بعملهم تماشيا مع تقليد صيني قديم.
في معبد هسينج تين كونج الذي أنشيء منذ 60 عاما وهو معبد مشترك لاتباع العقيدتين الكونفوشية والداوية بوسط تايبه يصطف نحو الفي زائر كل يوم ليسحب كل منهم عصا خشبية تحمل نبوءة قصيرة مقفاة كالشعر عن مستقبل ساحب العصا.
ويقول لي تشو هوا المتحدث باسم المعبد "الظاهرة التي نراها هي أنهم يسألون عن العمل او المستقبل المهني لان الاقتصاد ليس جيدا."
وأضاف لي "النسبة ارتفعت" فيما اصطف اكثر من 100 شخص بساحة المعبد التي تملؤها رائحة البخور لسحب العصي.
ومضى لي يقول ان بصرف النظر عن الكلمات المكتوبة على الورقة "نعطي الناس بعض التشجيع."
وتعاني تايوان التي تعتمد على التكنولوجيا من أطول ركود تشهده على الأرجح اذ تقول الحكومة ان معدل البطالة بلغ مستوى قياسيا مع أخذ العوامل الموسمية في الاعتبار نسبته 5.72 في المئة في مارس اذار مقارنة مع 4.14 في المئة عام 2008 و3.91 في المئة في عام 2007 .
وفي تايلاند التي تضرر اقتصادها من جراء أزمة سياسية استمرت أربعة أعوام قفز عدد الزوار لضريح الجدة ناك في بانكوك منذ العام الماضي حسب ما ذكره أحد المسؤولين عن الضريح ويتزامن هذا مع اول موجة من تسريح العمال من المصانع في البلاد.
وقال ليك المسؤول عن الضريح فيما أخذ زوار يفركون جذوع أشجار حتى يحالفهم الحظ بالعثور على الأرقام الفائزة في مسابقة لليانصيب "مما أراه يأتي الناس الى هنا ليطلبوا من الجدة ناك المساعدة في حل مشاكلهم. كل أنواع المشاكل من الوظائف الى الحب الى الأرقام المحظوظة."
وتقول الأسطورة ان الجدة ناك توفيت أثناء الوضع قبل قرن مضى وان روحها انتظرت باخلاص حتى يعود زوجها المجند.
وفقد الالاف من عمال المصانع وظائفهم مع انخفاض الطلبات الخارجية في تايلاند ودفعت أعمال عنف متفرقة في الشوارع المستثمرين الأجانب والسائحين الى الابتعاد عن البلاد.
وتعهدت الحكومة بانفاق مليارات البات على فقراء الريف والحضر لتحفيز الاقتصاد الذي يتوقع أن ينكمش بنسبة 3.5 في المئة عام 2009 .
(الدولار الامريكي يساوي 1.454 دولار سنغافوري)
(شارك في التغطية موهايني ابراهيم وكاش تشيونج ولورانس تان في سنغافورة وكيتيبونج سونبراسيرت في بانكوك ورالف جنينجز في تايوان وتان اي لين في هونج كونج)
من نوبورن وونج انان