قاعدة جوانتانامو: بدأ الجيش الامريكي في تزويد الزنازين بمعتقل جوانتانامو بخدمة القنوات التلفزيونية الفضائية وتوزيع ألغاز "سودوكو" حتى في الوقت الذي تعمل فيه ادارة الرئيس باراك اوباما على اخلاء تلك الزنازين من المعتقلين.
وتهدف هذه الاجراءات الترفيهية الى التنشيط الذهني للمعتقلين المتبقين في السجن وعددهم 240 شخصا والذين يقول مراقبو حقوق الانسان ومحاموهم بان سنوات العزلة في ذلك السجن الامريكي للاشتباه بانهم ارهابيون تدفعهم نحو الجنون.
وقال القائد البحري جيف هايهورست الذي قاد الصحفيين في جولة يوم الاحد داخل المعتقل النائي الواقع في قاعدة بحرية امريكية في جنوب شرق كوبا ان خططا وضعت قبل عامين لاضافة تلفزيونات وتسهيلات للترفيه الجماعي .
ولكن بسبب تحديات لوجستية في المعتقل بدأ للتو تنفيذ بعض هذه الخطط مع الاقتراب من الموعد النهائي الذي حدده اوباما لعملية اغلاق المعتقل في يناير كانون الثاني.
وقال هايهورست الذي يعمل نائب قائد المعتقل ان"البناء هناك صعب للغاية."
واضاف ان كل المواد يتعين احضارها بباخرة الى القاعدة ولا يوجد سوى مجموعة صغيرة من العمال المتوفرين للقيام بهذا العمل.
وتدين كوبا منذ فترة طويلة وجود تلك القاعدة البحرية على اراضيها بوصفة غير قانونية.
وارسل اوباما فريقا من المحققين لمراجعة معسكر جوانتانامو في فبراير شباط وقد وصف المعسكر بأنه وصمة عار في سجل الولايات المتحدة لحقوق الانسان ووسيلة تجنيد للقاعدة.
وكررت النتائج التي توصل اليها المحققون ما كانت تقوله اللجنة الدولية للصليب الاحمر منذ سنوات الا وهو ان السجناء في الزنازين التي لا تتسع الا لرجل واحد بحاجة الى مزيد من الفرص للتفاعل الاجتماعي والتنشيط الذهني.
وقال هايهورست ان 80 سجينا او نحو ذلك ممن يتميزون بحسن السلوك والذين يعيشون في مهاجع جماعية يملكون الان فرصة مشاهدة قنوات فضائية والمفاضلة بين ثلاث قنوات رياضية وقناة الجزيرة باللغة الانجليزية وقناة اخرى شرق اوسطية.
واضاف انه سيتم مد خدمة القنوات الفضائية الى الزنازين التي تفرض عليها اجراءات امنية متوسطة ومشددة في غضون شهر.
وقال "نفحص عن كثب جدا جدا كل قنواتنا لضمان عدم وجود شيء يحرض الافراد هنا."
ويسمح منذ فترة طويلة لمعتقلي الاجنحة الجماعية بتناول وجبات مشتركة على طاولات في الهواء الطلق خارج مهاجعهم ولعب كرة القدم والسلة معا في ساحة ترفيهية بوسط المعتقل.
وتم تهيئة المعسكر 6 الذي تفرض عليه اجراءات امنية متوسطة في الاونة الاخيرة للسماح لمجموعات السجناء بلعب كرة القدم معا في الخارج والتجمع على طاولات حديدية في وسط معتقلهم.
وتمكن الصحفيون من مشاهدة تسعة سجناء يتجاذبون اطراف الحديث ويشربون الماء في واحدة من مثل هذه المناطق دون اغلال ولكن تحت رقابة العديد من الحراس .
وقال هايهورست انه في المعسكر 5 الذي تفرض عليه اجراءات امنية مشددة وهو مبنى خرساني به زنازين لا تتسع الا لرجل واحد يسمح الان للسجناء بتناول وجبات جماعية بين الحين والاخر والجلوس على الارض في اقفاص متجاورة في الهواء الطلق . وتفصل اسيجة بينهم ولكنهم مازالوا يستطيعون تناول الوجبات الرئيسية والصلاة معا.
وقال هايهورست "اذا كان لديهم خيار بين التعايش اجتماعيا او عدم التعايش ..فانهم قد لا يفعلون اشياء اخرى لا نريد منهم ان يفعلوها مثل مهاجمة الحراس."
وبوسع السجناء الان الاطلاع على الصحف وان كانت تحت رقابة والمفاضلة بين صحيفة يو اس ايه توداي وصحيفتين تصدران باللغة العربية . ويحضر البعض دروسا في العربية والبشتو والانجليزية والفنون مرة او مرتين اسبوعيا وغالبا وهم يرتدون الاغلال في كواحلهم.
والكل يحصل الان على اوراق للرسم وطباشير ملون وكتب احجيات .
ويصعب قياس تأثير هذه التغييرات على سلوك السجناء ولا يسمح للصحفيين بالتحدث مع السجناء انفسهم.
وقال هايهورست انه لاول مرة منذ 20 شهرا مرت في الاونة الاخيرة اربعة ايام كاملة دون تعرض الحراس لاي هجمات. ولكن هذا الهدوء تلته اربع هجمات في يوم واحد تضمنت مهاجمة الحراس بتوليفات من البول والبراز وهو السلاح المتوفر فيما بين نزلاء جوانتانامو.
ولم تشعر بوضوح مجموعة من سجناء معسكر الاجراءات الامنية المشددة في الاقفاص الموجودة في الهواء الطلق بروح المشاركة الاجتماعية الجديدة لدى مرور مجموعة من الصحفيين عليهم ومعهم حراس عسكريون.
وصاح السجناء"كلكم مجرمون .انصرفوا."