ترى منظمة شبيبة الحزب الإشتراكي الهولندي ( روود أو الأحمر ) بأن الحكومة الهولندية لا توفر الحماية والرعاية الكافية لضحايا العشاق القوادين ( Lover Boys ) ولا تأخذ الأمربالجدية الكافية.
هذا الاستنتاج ساقته الشبيبة ضمن تقرير أعدته بعد أن قامت بإجراء 21 مقابلة مع فتيات تعرضن للاستغلال من قبل عشاقهن عندما كانت أعمارهن تتراوح ما بين 12 و24 وأرغامهن على ممارسة الدعارة مع آخرين.
يبدأ هؤلاء العشاق بإقامة علاقات عاطفية مع فتيات من السهل التأثير عليهن. وبمجرد فوز ثقة الفتاة وفتنتها بالهدايا والإطراءات يحاولون إبتزازها لممارسة الدعارة مع آخرين في هولندا وبلجيكا وحتى في باريس.
تطرقت منظمة الشبيبة في بحثها إلى أسئلة حول تجربة الضحايا وطريقة تعامل السلطات مع القضية بعد التبليغ عنها ومدى ثقة الضحية بالشرطة.
وبحسب ما استنتجته منظمة روود فإن قصص الضحايا مؤلمة وأن كيفية تعامل الشرطة معها غالبا ما تكون مروعة.
الضحايا الذين يكون لديهم الشجاعة للإبلاغ عن الجريمة لا يؤخذون غالبا بجدية، ويرسلون إلى بيوتهم على الفور.
تقول أحدى الفتيات التي قابلتهن المنظمة: "قمت بالتبليغ عن حالتي ستة مرات في ستة مراكز للشرطة. ولكنهم في كل مرة أرسلوني للبيت".
ترغب المنظمة في إزالة جميع العقبات التي تحول دون الإبلاغ عن الجريمة لأن الضحايا يجدون صعوبة في تذكر الأحداث.
تطالب المنظمة الشرطة بتوضيح الإجراءات للفتيات وعدم فقدان التواصل معهن. "الشرطة لا يمكن أن تنتظر لترى ما يحدث.
يتوجب اتخاذ الخطوات اللازمة لجمع الأدلة" هذا ما تراه جميلة يحيوي المتحدثة بإسم المنظمة الشبابية.
التي أضافت قائلة: "يجب على الشرطة أن تتقبل شكاوى الفتيات وتحقق في ملابساتها وألا تتجاهلها. هؤلاء الفتيات يجبرن على ممارسة الدعارة ويتم استغلالهن من قبل هؤلاء القوادين".
بالإضافة إلى توعية كوادر الشرطة حول تجارة البشر، ترغب المنظمة في تدريب موظفي مراكز الشرطة الذين هم أول من يتحدث مع الضحايا عندما يبلغن عن الجريمة.
ماريا موستارد
في أيار مايو الماضي طالبت الكاتبة الهولندية ماريا موستارد التي تعرضت للابتزاز من أحد القوادين، بمبلغ يصل الى 74 ألف يورو كتعويض عن الضرر من مدرسة ثوربيك، وهي احدى المدارس العليا في مدينة زفولا شمال غرب هولندا.
وقالت موستارد أن المدرسة أخفقت في توفير الجو الآمن للطلاب وتجاهلت التحقيق في الفترات التي كان تغيب فيها عن مقاعد الدراسة.
وكانت موستارد، التي تكره كلمة القوادين، الفت كتابا بعنوان "الرجال الحقيقيون لا يأكلون الجبنة" وأوردت فيه تفاصيل حياتها وكيف أنها وقعت ضحية أحد القوادين وهي لم تتجاوز سن الثانية عشرة وما تلاه من صعوبات واجهتها في التخلص من قبضته.
وفي ابريل من هذا العام كتبت مؤلفا آخر بعنوان "بندي" كان عبارة عن تكملة لكتابها الأول تصف فيه تجربتها بعد أربع سنوات من وقوعها في فخ الدعارة لذلك القواد.
من هو القواد؟
وقامت هيئة الصحة البلدية في منطقة "خوي أن فيخت ستريك" شمال مدينة اوترخت وسط هولندا بوضع خطة للتوعية والوقاية من المشكلة، ويستهدف ذلك المخطط مجموع العاملين الذين يتعلق اختصاصهم بالتعامل مع مجموعة من البنات.
وتضمن الخطة توضيح الإشارات التي يمكن من خلالها معرفة ما إن كانت إحدى الفتيات وقعت ضحية للاستغلال الجنسي ومن بين هذه الإشارات: الغياب عن الدراسة وتكرار الغياب لفترات طويلة.
الموقع الالكتروني يرشد الفتيات لمعرفة الشخص وما اذا كان عاشقا قوادا أم لا، كما يضع قوائم عن الأشياء الثمينة التي عادة ما يملكها القوادون، وما اذا كانوا يتاجرون في المخدرات أو الأسلحة أو يتحدثون بسلبية عن اصدقاءهم المقربين