مدريد: أمر قاض في العاصمة الإسبانية مدريد بوقف تنفيذ أمر طرد طفل عمره ثلاث سنوات من إسبانيا، بعدما كانت الشرطة قد أكملت إجراءات ترحيله في الطائرة المتجهة إلى جمهورية الدومينيكان، وأمام أعين والديه، بمطار باراخاس الدولي في مدريد. الطفل، وهو من رعايا جمهورية الدومينيكان، أبواه هاجرا إلى إسبانيا أملا في إيجاد عمل، لكنهما أقاما بصورة غير شرعية في مدريد. ثم تطوعت سيدة إسبانية تدعى ماريا فيكتوريا فيلي، بحمل الطفل من العاصمة الدومينيكانية سانتو دومينغو إلى إسبانيا لكي يعود للعيش مع والديه.
وبالفعل وصلت مع الطفل، يوم الاثنين الماضي إلى مطار باراخاس الدولي، وكان والدا الطفل في المطار لاستقباله وهما في قمة السعادة لاجتماع الأسرة الصغيرة مجددا. غير أنهما فوجئا بإبلاغهما أنه لا يحق للطفل دخول الأراضي الإسبانية كونه لا يحمل تأشيرة دخول (أو «فيزا»). ومن ثم قررت شرطة المطار احتجازه في صالة الممنوعين من الدخول، تمهيدا لطرده من البلاد وإعادته من حيث أتى في الطائرة المتجهة إلى سانتو دومينغو في اليوم التالي، وعندها اضطرت السيدة المصاحبة للطفل للتطوع لإعلان استعدادها لاصطحاب الطفل مرة أخرى والعودة معه إلى سانتو دومينغو. ولكن خلال هذه الفترة الحرجة، تقدمت الأم بشكوى إلى المدعي العام لشؤون الأطفال في مدريد، أملا في تعطيل أمر طرد الطفل لكن جوابه أيد أمر الطرد. وعندها أثار هذا الحادث سخط العديد من المنظمات الإنسانية التي تدخلت لدى المسؤولين والمحاكم. وخاضت سباقا مع الزمن لمنع تنفيذ الأمر. ونجحت في تحقيق غايتها قبل ساعات معدودات من موعد إقلاع الطائرة عندما أصدر أحد القضاة، حكما يلغي مفعول أمر طرد الطفل وترحيله. وهكذا جرى تسليم الطفل إلى والديه وسط فرحة غامرة.