زة: أقام صندوق الزواج الفلسطيني التابع للهيئة الأهلية لرعاية الأسرة في مدينة غزة، مؤخراً، حفل زفاف جماعي لثلاثة وثلاثين عريساً تزوجوا من أرامل شهداء، حيث حصل كل عريس على 2800 دولار من صندوق الزواج الفلسطيني، عدا عن عشرات الهدايا. وشهد الحفل الضخم الذي أقيم في القاعة الكبرى في فندق أبو حصيرة على شاطئ مدينة غزة العديد من الأغاني والأناشيد والوصلات الفنية الأخرى لفرق فنية تتبع لجمعيات ومؤسسات محلية. وبارك عدد من المتحدثين هذه الخطوة، داعيين المؤسسات الأخرى إلى القيام بحملات مشابهة للتخفيف عن الشباب ودفعهم إلى الزواج. وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة الأهلية عصام عدوان في كلمة له خلال الحفل:"إن هذا المشروع يعتبر الثالث الذي تنفذه الهيئة خلال العامين الأخيرين، إسهاماً منها في إعادة الاعتبار لهذه الفئة من المواطنين"، مشيرا إلى أن باب التسجيل للزواج مفتوح أمام كل الشباب. وأكد أن المشروع يأتي لتشجيع الشباب على الزواج من أرامل الشهداء اللواتي تزايد أعدادهن بشكل كبير بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، موضحا أن هذا الحفل يعتبر المرحلة الأولى من مشروع تبنته الهيئة وستنفذه خلال الأسابيع القادمة لتزويج 100 عريس. من جانبه، قال مدير صندوق الزواج الفلسطيني، المدير التنفيذي للهيئة الأهلية عادل رزق: إن "مشروع تزويج أرامل الشهداء ممول من أهل الخير وبعض من دول الخليج العربي"، مشيراً إلى أن المشروع يأتي لتشجيع الشباب على الزواج من أرامل الشهداء اللواتي تزايد أعدادهن بشكل كبير خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وأشاد رزق بموقف أهل الخير الداعمين لمشروع تزويج أرامل الشهداء، مشيرا إلى أن الدعوة مفتوحة لكافة المؤسسات الخيرية من أجل دعم البرنامج حتى تتمكن المؤسسة من زيادة أعداد المستفيدين منه، مؤكداً أن انطلاق المشروع جاء من باب مراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وكذلك غلاء المهور وتكاليف الزواج، وسقوط الكثير من الشهداء. وقال :" إن أعداد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة ازداد، لاسيما خلال الحرب الأخيرة التي شنتها "إسرائيل" على القطاع، شكّل ظاهرة اجتماعية خطيرة ومقلقة، خاصة وأن الغالبية العظمى من الشهداء هم من المتزوجون". من ناحيته، أكد رئيس جمعية الوداد نعيم الغلبان ضرورة تنظيم مثل هذه البرامج والاحتفالات الجماعية للتخفيف عن كاهل المواطنين، مطالباً المؤسسات والجمعيات بتنظيم المزيد من الفعاليات المشابهة. وشدد الغلبان على أن الشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة يحتاج إلى المزيد من المشاريع التنموية والاغاثية للتغلب على الظروف الصعبة. في كلمة له باسم العرسان، شكر العريس علي الجمل الهيئة الأهلية لرعاية الأسرة وصندوق الزواج الفلسطيني، مشيرا إلى أن المشروع ساهم بشكل فعال في مساعدة الشباب على الزواج. يشار إلى أن معظم الأرامل تزوجوا من أقارب أزواجهن، فيما تزوجت 20 أرملة منهم من خارج الأسرة. والمشروع يستحق أن يُستنسخ في بلاد عربية أخرى تعاني من نسبة عنوسة ضخمة، لا حل لها إلا بتدخل "جراحي" يُنهي حالة اليُتم العاطفي والأسري الذي تعاني منها ملايين الفتيات ومثلهن من الشباب في بلادنا، بعد أن أصبح الزواج مشروعا اقتصاديا يحتاج إلى تمويل كبير، لا يقدر عليه الكثيرون. وتتفاقم أزمة العنوسة في المنطقة العربية، فهناك 9 ملايين عانس وأعزب في مصر، وثلث سكان الجزائر عوانس وعزاب، ونسبة العنوسة تصل في الإمارات %68، وفي السعودية إلى %26، والحال قد لا يختلف في قطر والأردن ولبنان والكويت.