فيينا: «نعم اشتريتها..» ذلك كان تصريحا مقتضبا بتأكيد عملية شراء سيارة بعقد بيع موقع بين ناتاشا كامبوش والسيدة بيركلوبيل. عملية البيع هذه ما كانت ستثير الانتباه لولا غرابة العلاقة بين البائع والمشتري والسيارة نفسها.
وتعود الغرابة أن ناتاشا كامبوش هي الفتاة النمساوية التي أثارت يوم 23 أغسطس (آب) 2006 انتباه العالم، وليس النمسا فقط، بعد نجاحها في الفرار من خاطفها ولفغانغ بيركلوبيل، الذي حبسها داخل غرفة بمساحة خمسة أمتار مربعة، مغلقة ببابين فولاذيين مع عازل صوت، بناها لسجنها تحت أرضية منزله بقرية ستراسهوف بالنمسا السفلى، عاشت فيها طيلة 8 سنوات دون أن يعثر عليها أحد بعد أن اختطفها وهي في طريقها لمدرستها الأولية، وكانت طفلة في العاشرة من عمرها.
ناتاشا التي أصبحت اليوم شابة لها من العمر 21 عاما، تعيش بمفردها، وتواصل لإكمال ما فاتها من تعليم، محاولة التأقلم في حياة عادية كغيرها من أترابها في العمر خاصة أنها تعمل مقدمة برنامج تلفزيوني مع محطة تجارية. بالأمس أكدت ناتاشا خبر شرائها لسيارة سجينها، وهي السيارة ذاتها التي كانت تقوم بتنظيفها بماكينة كهربية.. وبسبب إزعاجها اضطر سجانها بيركلوبيل للابتعاد عنها قليلا حتى يرد على مكالمة تلفونية تلقاها تلك اللحظة. وكان أن انتهزت ناتاشا الفرصة ففرت هاربة محتمية ببيت من بيوت الجيران الذين سارعوا بالاتصال بالشرطة، وتتكشف تفاصيل القصة التي لا تزال حتى اللحظة لغزا وملفا مفتوحا، رغم أن الخاطف قد انتحر برمي نفسه أمام قطار سريع قبل أن يقبض عليه.
ناتاشا بررت شراءها للسيارة بقولها «اشتريت السيارة من والدة خاطفي حتى لا تقع في أيدي آخرين بالخطأ». من هم هؤلاء؟ ذلك هو السؤال الذي يزيد قصة ناتاشا غموضا خاصة أنها كانت قد أقدمت في أغسطس (آب) الماضي على شراء المنزل الذي سجنت بداخله. مبررة ذلك برغبتها في الحيلولة دون أن يصبح مزارا سياحيا, معلقة في أكثر من مقابلة صحافية: «أمر محير أن أصبح مسؤولة عن منزل قبعت فيه سجينة طيلة 8 أعوام، وأن أدفع مقابله ضرائب شهرية، وأن أسدد فواتير ماء وكهرباء».