فيينا: مياه فيينا الصافية النقية، التي يشربها المرء من الصنابير مباشرة دون تعقيم أو غلي، و«الأوبان» ـ أو قطار أنفاقها ـ الذي يجري حتى لما بعد منتصف الليل فيستقله عجائز المدينة فرادى وجماعات بكل اطمئنان وأمان، بالإضافة لجمال تخطيطها وخضرتها التي تشجع على رياضة المشي والركض صيفا وشتاء... كل هذه المزايا وغيرها جعلت العاصمة النمساوية المدينة الأفضل عالميا، والأنسب لحياة مرفهة هانئة وظروف عمل واستثمار دولي، متفوقة بذلك على 215 مدينة، ومطيحة بمدينة زيوريخ السويسرية بعدما ظلت زيوريخ محتكرة الصدارة سبع سنوات متتالية. هذه النتيجة المبهرة نالتها العاصمة النمساوية، التي يتجاوز عدد سكانها المليون بقليل، وفقا لتقرير ميرسر السنوي المشهور، الذي يقدم للحكومات لكي تقف على مواقع مدنها بالمقارنة مع نظيراتها دوليا، وللشركات الكبرى التي تحتاجه لمعرفة أين تعمل وكيف تتوسع.
يدرس هذا التقرير ويحلل كل المقومات والخدمات التي تقدمها كبريات المدن العالمية، من حيث البنى التحتية كالصحة والاهتمام بالبيئة والأمن والنظام، بجانب شبكة المواصلات العامة وبخاصة سرعتها ووفرتها، وسهولة الحركة الجوية الدولية، وتكلفة الحياة اليومية وتنوعها.
فيينا، وفقا للتقرير، نجحت بعد مرور 8 سنوات على المقاطعة الأوروبية الشهيرة للنمسا بسبب مشاركة حزب الحرية اليميني المتطرف في الحكم عام 2000، في العودة مجددا إلى الحياة الديمقراطية الموزونة، مما أهلها مع بقية المقومات من التفوق على مدينتي زيوريخ وجنيف السويسريتين اللتين احتلتا على التوالي المرتبتين الثانية والثالثة، في حين جاءت مدينة فانكوفر الكندية رابعة، وأوكلاند النيوزيلندية خامسة. وتصدرت هونولولو عاصمة ولاية هاواي المدن الأميركية محتلة المرتبة الـ29 عالميا.