الله أكبر".. "ظهر الحق".. "الله عادل، ويحب العدل".. هكذا تلقَّى أهل الراحلة اللبنانية سوزان تميم وأقاربها وأصدقاؤها -بالهتاف جميعًا، وبصوتٍ واحد- نبأ الحكم بإحالة رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، وضابط الشرطة السابق محسن السكري إلى المفتي، فيما يساوي القضاء بإعدامهما، وذلك في منزل العائلة بمنطقة الملا في بيروت، وبعد دقائق من صدور الحكم.
وبينما يحط طائر الحزن بالمنزل، قال والدها عبد الستار تميم - لـ mbc- إنه يشعر بأن ابنته قد ارتاحت الآن في قبرها؛ لأن الجريمة انكشفت، والعدالة أخذت مجراها، والمجرم نال جزاءه، في حين أجهشت جدة الراحلة بالبكاء، وقالت: "اليوم الجرح انفتح من جديد، والماضي عاد بكل ثقله، كأنها رحلت اليوم".
وأضافت: "ربَّيت سوزان بدموع العين، وكانت من أرقّ الفتيات وأذكاهن وأجملهن، ودائمًا كانت الأولى في مدرستها (سان جوزيف)، ثم انتخبت ملكة جمال المدرسة لجمالها ومواهبها وصوتها، وما زلت أحتفظ بـ (كوستيم المدرسة؛ مريول وبلوزة وجاكيت صوف)، الذي ارتدته في صفها النهائي قبل أن تنتقل إلى الجامعة العربية في بيروت.
ومن جهته قال والد الراحلة -في أول رد فعلٍ له على الحكم الذي أصدرته المحكمة المصرية صباح الخميس 21 مايو الجاري- إن ابنته ظُلمت كثيرًا، وفي النهاية ماتت مظلومة أيضًا، مشددًا على أنه لن يشمت بأحد، حتى لو كان قاتل ابنته.
واستطرد بالقول: صحيح أن الحكم صدر، وأن المجرم سينال جزاءه، لكن ما الذي سيرد ابنتي إليَّ؟ مضيفًا: "الجرح كبير .. ولا يمكن أن يندمل .. أنا حاليًا أعيش على ذكرى ابنتي .. ولا أحد يستطيع أن يرد لي ابنتي .. مع أنني مؤمن بقضاء الله وقدره".
وتابع عبد الستار تميم -في تصريحٍ خاص لـ mbc - أنه لم يشك يومًا بنزاهة القضاء المصري، خاصة المستشار محمد قلنسوة؛ لأنه حكم بعدلٍ وإنصاف، وأن القاضي الجريء هو الذي لا يهاب أحدًا في حضرة الحق.
وأشاد عبد الستار بالشعب المصري، وقال: الشعب المصري على رأسي، ولا أُكنّ أية ضغينة لأحد مادام في مصر هذا القضاء النزيه، كما أشاد بدور الإمارات العربية المتحدة، شاكرًا كلَّ من ساعد على كشف هذه الجريمة البشعة بحق ابنته.
وعن تبِعات القضية قال والد سوزان: الذي يهمني هو الحكم الذي صدر اليوم بحق المجرمين الذين أخذوا عقابهم، أما الذي سيحصل فيما بعد فلا يهمني، وحول دور زوجها السابق عادل معتوق قال تميم: عادل معتوق ليس له أية صفة قانونية.
وكان عبد الستار تميم قد لاذ بالصمت رافضًا الإدلاء بأي تصريحٍ للصحافيين الذين قصدوا منزله بالعشرات، مجيبًا الصحافة: "ماذا تريدونني أن أقول؟ هل انأ في حفل زفاف ابنتي كي أتكلم؟ مرددًا: "الله لا يصيب أحدًا ما أصابنا.. يا رب".