واشنطن: خطا الرئيس الأميركي، باراك أوبا خطوة جديدة ولكن في اتجاه بعيد عن إيران المقلقة ومتاعب الشرق الأوسط وأزماته، وحتى عن المشاكل الداخلية في بلاده نفسها. فقد اندفع باتجاه الأسرة هذه المرة، حين حث الآباء على الوقوف إلى جانب أبنائهم، مذكرا بطفولته التي طبعها «الفراغ» المتأتي عن غياب الوالدين. قال أوباما ذلك عشية عيد الآباء في لقاء عقد في البيت الأبيض ضم جمعا من المواطنين بينهم نجوم رياضيون. ببساطة وجرأة ميزتا أوباما في مواقف مشابهة، اعترف الرئيس الأميركي أمام الحضور بأنه لم يكن «الأب المثالي على الدوام»، كما نقلت «أ.ف.ب». وشدد على أن الأطفال الذين يشبون بمعزل عن وجود الوالد قد يواجهون خطر «التوقف عن متابعة دراستهم والانتهاء في السجن».
وأضاف أوباما «أنهم ـ أي الأبناء ـ يواجهون مخاطر أكثر للوقوع في مشاكل إدمان» المخدرات والكحول، فضلا عن «الهرب من منازلهم وتحولهم بدورهم أيضا، إلى آباء في سن المراهقة». وتابع، «أقول ذلك كوني شخصا شب من دون والده» الكيني. وكان الرئيس الأميركي قد وضع كتابا بعنوان «دريمز فروم ماي فاذر» (أحلام من والدي)، تناول فيه طفولته وتحدث عن أجداده.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الأميركي عن حياته الخاصة، بل هي واحدة في سلسلة حكايات من تجربته الحياتية يضمنها لقاءاته وخطاباته، وأكثر ما يردده هو إشادته بوالدته وجده وجدته لأمه الذين أشرفوا على تربيته. لكن حب هؤلاء العظيم واهتمامهم الكبير بي «لا يعني أنني لم أشعر بغياب والدي». قال أوباما موضحا، فـ«هذا أمر يخلف فراغا في نفس الطفل لا يمكن للحكومة أن تملأه». ومضى يقول «إذا أردنا أن يحقق أطفالنا النجاح في حياتهم، يجب أن يكون الآباء على قدر المسؤولية»، مؤكدا أن «ما يجعل الرجل يتحول إلى أب هو قدرته على تربية الطفل والمشاركة فعلا» في حياته.