الرباط (رويترز) - دعت أديبة مغربية يوم الاثنين الى أن يهتم النقاد العرب بالادب الرقمي الذي فرضته التحولات التكنولوجية التي يعيشها العالم وقالت ان هذا الاهتمام يجب أن نهيئ له في اطار علمي سليم حتى لا يحصل نوع من التسيب أو اللبس.
وقالت الكاتبة والناقدة المغربية زهور كرام - التي صدر لها مؤخرا كتاب عن الأدب الرقمي - في مقابلة مع رويترز "على النقد العربي أن يهتم بالادب الرقمي بشكل علمي مضبوط بدون اهماله وبدون التصدي له لانه أدب المستقبل وسوف يفرض نفسه علينا رغبنا أم أبينا."
وأضافت "وبالتالي فمن الاحسن أن نهيئ للاهتمام والانشغال بهذه التجربة الرقمية في اطار علمي مضبوط حتى لايحصل نوع من اللبس ونوع من التسيب."
وتقصد بالادب الرقمي الانتاج الأدبي مع تغير الوسيط من الورق الى التكنولوجيا.
وقالت "كل مرحلة وكل جيل من حقه أن يعبر انطلاقا من وسائله المتاحة."
وأضافت "لا أظن أن التعبير من خلال هذا الوسيط التكنولوجي هي مسألة مفكر فيها مسبقا ولكن هي حالة بنيوية جاءت هكذا نتيجة هذا التفاعل المرن والحيوي بين الانسان والتكنولوجيا."
وقالت "لاحظنا أن الظواهر الادبية الجديدة اذا لم نخصها بالنقد بشكل علمي وموضوعي فيه نوع من التأمل المعرفي فانها يتم التعامل معها بكثير من الانطباعات والاحكام المسبقة وهي مقاربات غير علمية وغير نقدية لا تخدم الادب والتجربة الجديدة."
وصدر للكاتبة والناقدة المغربية مؤخرا كتاب "الأدب الرقمي.. أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية" عن دار رؤيا للنشر بالقاهرة.
وقالت الكاتبة ان النقاد العرب في حاجة الى الاهتمام بهذه النصوص "وعندما نقول الاهتمام بها لا نقول القطيعة مع النص الذي له دعامة ورقية."
وأضافت "اذا كنا نؤمن بتعدد الوسائط التي تبيح الامكانية لإغناء وتخصيب الأدب يجب أن نقدم الدعم لكل هذه الوسائط لانها تقدم للأدب أكثر مما تأخذ منه."
وقالت "ان الأدب لا يعيش الثبات والاستقرار .. انه يعيش التحولات وهذه التحولات لا نعني بها القطيعة بين نموذج سابق ونموذج جديد."
وتطرح الاديبة في كتابها اشكالية ضعف التجربة الرقمية العربية بسبب ضعف حضور التكنولوجيا في الحياة اليومية العربية واهتمت بتجربة الكاتب الاردني محمد سناجلة.
وقالت "هناك محاولات في الأدب الرقمي العربي ولكنها تبقى متأخرة في المشهد العربي بسبب واقع حضور التكنولوجيا في المجتمعات العربية."
وأضافت "التكنولوجيا العربية حضورها للاستهلاك ليس الا وليس حضورا للانتاج.. لذلك ارتبط ضعف النصوص الرقمية بضعف التكنولوجيا في العالم العربي."
كما أن الشباب وخاصة الاطفال منخرطون بشكل كبير في التكنولوجيا و"من المهم أن نهيئ قارئ المستقبل."
وزهور كرام حاصلة على درجة علمية في الادب العربي في العام 1984 ثم دبلوم الدراسات المعمقة تخصص الرواية في العام 1985 ودبلوم الدراسات العليا في الادب في العام 1989 . ولها عدة اصدارات وكتب ومقالات في مجلات مغربية وعربية. ومن اصداراتها "قلادة قرنفل" وهي رواية صدرت في العام 2004 و"السرد النسائي العربي .. مقاربة في المفهوم والخطاب" عبارة عن دراسة نقدية في نفس العام.